البابا كيرلس السادس جندي صالح للمسيح للمتنيح الأنبا غريغوريوس
بسم الله القوي الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين.
القديس بولس الرسول في الأصحاح الثاني من الرسالة الثانية إلي تيموثيئوس,يبدأ بهذا التعبير 'فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح.ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنده,وأيضا إن كان أحد يجاهد لا يكلل إن لم يجاهد قانونيا.يجب أن الحراث الذي يتعب يشترك هو أولا في الأثمار,افهم ما أقول فليعطيك الرب فهما في كل شئ'.
وأنا أقرأ هذه الكلمات شرد ذهني إلي أبينا البابا كيرلس السادس.رأيته في سنة 1937 عندما كنت طالبا في الإكليريكية في السنة الأولي وذهبنا كمجموعة من الشباب في ذلك الوقت إلي جبل المقطم لنزوره وقد كان وقتها يسكن طاحونة هواء.
ولما كان عددنا كبيرا لم يسمح لهذا العدد أن يدخل هذه الطاحونة الضيقة فخرج معنا إلي الجبل وجلس وجلسنا من حوله وأذكر ولا أنسي وهذا لأول مرة في حياتي وأنا في هذة السن الصغيرة رأيته بالمنطقة من حول وسطه لكنها لم تكن بصورة المنطقة التي يلبسها الرهبان اليوم.كان يلبسها بطريقة العسكر,كجندي.استوقفني منظره وإلي اليوم لا أنساه.أنا أعلم أن جميع الرهبان يلبسون هذه المنطقة يوم أن يلبس شكل الرهبنة,يعطي منطقة يلفها حول وسطه لكن منطقة البابا كيرلس في ذلك الوقت في هذا الظرف كان يلبسها بطريقة كأنه عسكري وكأنه جندي.
حقيقة أن هذا الرجل كان جنديا,بدأ بالجندية وحتي بعد أن أصبح رئيس الجنود عندما رسم بابا,لكن رئيس الجنود جندي ورئيس العسكر عسكري.فبهذه الصفة عاش الرجل جنديا وكان يفهم نفسه أنه جندي بكل ما في هذه الكلمة من معني.غير أنه جندي أولا لسيده الذي أعطاه حياته,ولم يبق من حياته شيئا لذاته.
نحن لا نمدح الرجل وإنما نقرر الواقع,وهو الآن في العالم الآخر,إنه كان ذلك الجندي المخلص لا يسمع إلا صوت سيده,وكأنه إيليا الذي كان دائما يعبر بهذا التعبير 'حي الرب الذي أنا واقف أمامه'.
كان يفهم أنه خادم لسيده,عبدا خاصا لسيد واحد,واقف علي بابه,يعنيه أولا أن يسمع صوت سيده ليس له عمل وليست له خدمة,لا صوت له وقع عنده إلا صوت سيده واقف أمامه في عبادتي له,واقف أمامه في خدمته,منتظر الكلمة التي يقولها لي لأجري كما يأمرني أذهب,ليس هناك لي صوت آخر يهز نفسي ويستثيرني للعمل إلا صوته.
أنا جندي ولست أكثر من جندي وهذا شرفي,شرفي أنني جندي,جندي لهذا السيد واقف علي خدمته مطيع لصوته وخدمتي له خدمة الملائكة.وما هي خدمة الملائكة,وقوف أمامه يسمعون صوته وينتظرون كلمته ويعملون بكلمته,لهم خدمة للناس ولكن من خلال خدمتهم لسيدهم,هم لا يخدمون الناس ابتداء,لئلا يتحول في نظر الناس إلي سادة,ويغطي وجودهم كرامة سيدهم,لا...
أنا جندي أخدم سيدي أولا,وإذا خدمت الناس فباسم سيدي أخدمهم,لأن سيدي أعطاني هذه الأمانة,إنما أنا لا أخدمهم لأتحول في نظرهم إلي زعيم.
أنا جندي مأمور مربوط بهذه المنطقة,لأنني في خدمة هذا السيد الواحد,فإذا أرسلني فهو الذي أرسلني ولا فضل لي في هذا,المجد مجده,الكرامة كرامته,وأنا كخادم لا كرامة لي.لقد اندمجت في سيدي,لقد اتحدت إرادتي بإرادته,بل لقد أسقطت إرادتي في إرادة سيدي,ولم يعد لي شئ أنوي عليه أو أهتم به حتي لو نلت من جراء خدمتي لسيدي متاعب,هذه لا تعنيني لأن سيدي قال لي إن كانوا قد اضطهدوني فسيضهدونكم.
هذا الرجل الذي نحتفل بذكراه وهو سعيد في عالمه,وهو هناك في ذلك العالم ما زال ذلك الجندي,ما زال ذلك الجندي في درجة رئيس كهنة,نعم لكنه جندي لسيده يخدم هناك في العالم الواسع ويخدم هنا بأسلوب منظور أحيانا وبأسلوب غير منظور أحيانا أخري.اتسع مجال خدمته لكنه في كل هذا الاتساع خادم لسيد واحد,جندي يعمل كل شئ لحساب سيده لا لحسابه هو.
عندما كان البابا كيرلس حيا في الأرض,كان يخدم,كان يصلي,كان يتعبد,كان يبارك,كان يخدم الناس الذين خلقهم الله علي صورته ومثاله.كثيرون انتفعوا بصلواته وببركاته,كثيرون انتفعوا بكلمته,كثيرون أرشدهم إلي أمور مستقبلية في حياتهم,ومع ذلك فإن الذين عرفوه بعد حياته علي الأرض...أكثر من الذين عرفوه في حياته علي الأرض
بسم الله القوي الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين.
القديس بولس الرسول في الأصحاح الثاني من الرسالة الثانية إلي تيموثيئوس,يبدأ بهذا التعبير 'فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح.ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنده,وأيضا إن كان أحد يجاهد لا يكلل إن لم يجاهد قانونيا.يجب أن الحراث الذي يتعب يشترك هو أولا في الأثمار,افهم ما أقول فليعطيك الرب فهما في كل شئ'.
وأنا أقرأ هذه الكلمات شرد ذهني إلي أبينا البابا كيرلس السادس.رأيته في سنة 1937 عندما كنت طالبا في الإكليريكية في السنة الأولي وذهبنا كمجموعة من الشباب في ذلك الوقت إلي جبل المقطم لنزوره وقد كان وقتها يسكن طاحونة هواء.
ولما كان عددنا كبيرا لم يسمح لهذا العدد أن يدخل هذه الطاحونة الضيقة فخرج معنا إلي الجبل وجلس وجلسنا من حوله وأذكر ولا أنسي وهذا لأول مرة في حياتي وأنا في هذة السن الصغيرة رأيته بالمنطقة من حول وسطه لكنها لم تكن بصورة المنطقة التي يلبسها الرهبان اليوم.كان يلبسها بطريقة العسكر,كجندي.استوقفني منظره وإلي اليوم لا أنساه.أنا أعلم أن جميع الرهبان يلبسون هذه المنطقة يوم أن يلبس شكل الرهبنة,يعطي منطقة يلفها حول وسطه لكن منطقة البابا كيرلس في ذلك الوقت في هذا الظرف كان يلبسها بطريقة كأنه عسكري وكأنه جندي.
حقيقة أن هذا الرجل كان جنديا,بدأ بالجندية وحتي بعد أن أصبح رئيس الجنود عندما رسم بابا,لكن رئيس الجنود جندي ورئيس العسكر عسكري.فبهذه الصفة عاش الرجل جنديا وكان يفهم نفسه أنه جندي بكل ما في هذه الكلمة من معني.غير أنه جندي أولا لسيده الذي أعطاه حياته,ولم يبق من حياته شيئا لذاته.
نحن لا نمدح الرجل وإنما نقرر الواقع,وهو الآن في العالم الآخر,إنه كان ذلك الجندي المخلص لا يسمع إلا صوت سيده,وكأنه إيليا الذي كان دائما يعبر بهذا التعبير 'حي الرب الذي أنا واقف أمامه'.
كان يفهم أنه خادم لسيده,عبدا خاصا لسيد واحد,واقف علي بابه,يعنيه أولا أن يسمع صوت سيده ليس له عمل وليست له خدمة,لا صوت له وقع عنده إلا صوت سيده واقف أمامه في عبادتي له,واقف أمامه في خدمته,منتظر الكلمة التي يقولها لي لأجري كما يأمرني أذهب,ليس هناك لي صوت آخر يهز نفسي ويستثيرني للعمل إلا صوته.
أنا جندي ولست أكثر من جندي وهذا شرفي,شرفي أنني جندي,جندي لهذا السيد واقف علي خدمته مطيع لصوته وخدمتي له خدمة الملائكة.وما هي خدمة الملائكة,وقوف أمامه يسمعون صوته وينتظرون كلمته ويعملون بكلمته,لهم خدمة للناس ولكن من خلال خدمتهم لسيدهم,هم لا يخدمون الناس ابتداء,لئلا يتحول في نظر الناس إلي سادة,ويغطي وجودهم كرامة سيدهم,لا...
أنا جندي أخدم سيدي أولا,وإذا خدمت الناس فباسم سيدي أخدمهم,لأن سيدي أعطاني هذه الأمانة,إنما أنا لا أخدمهم لأتحول في نظرهم إلي زعيم.
أنا جندي مأمور مربوط بهذه المنطقة,لأنني في خدمة هذا السيد الواحد,فإذا أرسلني فهو الذي أرسلني ولا فضل لي في هذا,المجد مجده,الكرامة كرامته,وأنا كخادم لا كرامة لي.لقد اندمجت في سيدي,لقد اتحدت إرادتي بإرادته,بل لقد أسقطت إرادتي في إرادة سيدي,ولم يعد لي شئ أنوي عليه أو أهتم به حتي لو نلت من جراء خدمتي لسيدي متاعب,هذه لا تعنيني لأن سيدي قال لي إن كانوا قد اضطهدوني فسيضهدونكم.
هذا الرجل الذي نحتفل بذكراه وهو سعيد في عالمه,وهو هناك في ذلك العالم ما زال ذلك الجندي,ما زال ذلك الجندي في درجة رئيس كهنة,نعم لكنه جندي لسيده يخدم هناك في العالم الواسع ويخدم هنا بأسلوب منظور أحيانا وبأسلوب غير منظور أحيانا أخري.اتسع مجال خدمته لكنه في كل هذا الاتساع خادم لسيد واحد,جندي يعمل كل شئ لحساب سيده لا لحسابه هو.
عندما كان البابا كيرلس حيا في الأرض,كان يخدم,كان يصلي,كان يتعبد,كان يبارك,كان يخدم الناس الذين خلقهم الله علي صورته ومثاله.كثيرون انتفعوا بصلواته وببركاته,كثيرون انتفعوا بكلمته,كثيرون أرشدهم إلي أمور مستقبلية في حياتهم,ومع ذلك فإن الذين عرفوه بعد حياته علي الأرض...أكثر من الذين عرفوه في حياته علي الأرض