تيار جارف..!
إننا نحيا الآن في عصر تزحف فيه علينا الماديات وعبادة
المادة وتشييء الإنسان بشكل طاغِ لم يسبق له مثيل، حتى صارت قيمة الإنسان
في نظر الكثيرين تُقاس بالمال والممتلكات. لقد انفتح اقتصاد البلاد بعضها
على البعض، ومن ثَمّ نَمَت القيم الاستهلاكية لدى الشعوب الفقيرة، واختلف
تسلسل أولويات الفرد ومتطلباته.
المادية -إذن- دخلت إلينا لتسكن في صميم حياتنا اليومية، وهذا يتطلب منا
صحوة أكثر، وانتباهًا روحيًا أكثر، لئلا ننجرف بتيار المادية الطاغي الآتي
إلينا شئنا أم لم نشأ. ولكننا بنعمة الله نمتلك الإرادة الحرة ونتسلح بقوة
روح الله القادر أن يحفظ قلوبنا من أن تُثقَل بالماديات، فتبقى خفيفة يسهل
عليها أن تُحلِّق خفاقة في سماء روحية، وتتطلع بشغف نحو ملكوت سمائي لا
يفنى ولا يضمحل.
أما الحِسِّية فقد دخلت إلينا، بل تدفقت علينا، من خلال البث الإعلامي
الفضائي، وشبكة الإنترنيت، وكافة الوسائل السماعية والبصرية بشكل لم يسبق
له مثيل، وأصبحت تشكل خطرًا رهيبًا على حياتنا الجنسية، وتحديًا عنيفًا
لحياة العفة والنقاوة الجنسية ومفهوم الزواج المسيحي... هنا يتطلب الأمر
صحوة مسيحية ويقظة روحية، وتدقيقًا في حياتنا وسلوكيتنا حتى نحفظ العفة
والنقاوة والقداسة التى بدونها لايعاين أحد الرب.. عفة ونقاوة سواء
بالنسبة للشباب قبل الزواج أو بالنسبة للمتزوجين سواء بسواء.
[من كتاب (شباب في عولمة) د. عادل حليم تقديم/ الأنبا موسى]
منقول