لقد ضرب الفتى سيارة الرجل بحجر.....
حجر واحد...
ولكن من الغريب أن هذا الحجر كان له (حضور مختلف) في كل مراحل القصة!!
غريب الكلام ده؟
تعالوا كده نشوف
(... ليرى الضرر الذي لحق بسيارته..)......... ..
هنا الحجر كان بالنسبه للرجل مصدر (ضرر)...كان حجر مضر ومؤذي..علشان آذى السيارة الفارهة..
(..أنا أحاول لفت إنتباه أي شخص كان، لكن لم يقف أحد لمساعدتي)...
هنا الحجر كان بالنسبة للطفل طلب إستغاثة ومعونة....كان وسيلته الوحيدة لطلب المساعدة...
(..عسى أن لا يضطر شخص أخر أن يرميه بحجر لكي يلفت إنتباهه)...
هنا أصبح الحجر عظة ودرس في حياة ووجدان ذلك الرجل...
حجر غريب مش كده؟
أبدا...
الحجر عادي جدا...
ولكن الغريب هو كيف ننظر إليه...
هذا الرجل وضع أمام الحجر مكتسباته في الحياة، وكانت غالية مهمة جدا بالنسبة له...رآه يدمرها ويأذيها بشده....فكان الحجر سبب ضرر بالنسبة له...وجرّه الغضب وربما الإنتقام....
لماذا حدث هذا؟
يحدث هذا دائما عندما نخطئ في تقدير القيمة الحقيقية للأشياء...نحمي الرخيص ونثور لأجله...بينما الغالي(كما سنتحدث لاحقا) ربما مهمل ومعرض للهلاك!
الخطأ كل الخطأ في وجهتنا وإتجاهاتنا في الحياة:إنها نحو (الخروب) الذي إشتهاه الإبن الضال....وليست نحو (الآب) الذي قام إليه الإبن العائد فوجده يجري إليه ويقع على عنقه مقبلا!!!
إلى أين ننظر؟
وماذا نحمي؟وبماذا نهتم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنظروا كيف أجاب الولد هذه الأسئلة الثلاث....
كان الحجر -ذاته- هو رسالة الولد للعالم....
ليست رسالة إيذاء وضرر(كما فهمها الرجل)...بل رسالة حب وبذل وتضحية!!!!
كان يعرض نفسه للغضب والثورة المتوقعتين لأجل أخيه....أخيه العاجز...الساقط في الحفرة!!!
هو لم يكن حاقدا على غنى الرجل....
أوتعرفون؟
بالحقيقة كان هو الغني الحقيقي!!!
كانت محبته وبذله أغلى من سيارة فارهة كتابوت أنيق غالي لقلب ميت أو يوشك...
كانت حياة ذاك العاجز الساقط أهم وأنفس من حياته في عيني نفسه، فلم يخش على حياته وسعى لخلاص حياة الساقط!!!!
فرمى(بيد الحب والبذل والتضحية) حجرا....فأنقذ به حياتان!!!!!
أنقذ ذلك الحجر حياة العاجز الساقط...منحته (جرأة المحبة) فرصة الحياة...
وكذلك أنقذت روحا هائمة وقلب كاد أن يموت غرقا في لجّــة الإهتمامات العالمية، وتحت عجلات الأرضيات فارهة المنظر زائفة الجوهر، غالية وما هي إلا طرق معوجة نهايتها الموت والهلاك..........
أليس ربما أن يكون هذا الحجر رسالة الرب؟؟؟؟
الرب لا يجرب بالشرور...حقا..
ولكن هل من الشر ..دعوة الحياة والنجاة؟؟؟؟
أحسب أننا نهز رؤوسنا معا الآن نافين ومعترضين...
الرب الحنون لا يسمح للحجر المؤذي أن يصل إلينا...
كيف يصل إلينا ونحن في حدقة عينه محفوظين ومحميين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكنه حجر(كريم) بالحقيقة..إذ يسمح الرب به ليوقظ قلوبنا من سبات الموت...وينبه حياتنا من غفلة الهلاك التي ننطلق إليها بسرعة فائقة غير مدركين وغير متنبهين...
فلا تغفلوا الحب المخبأ في جوهر الحجر ...
لا تغفلوا المحبة الكاملة المستترة في ثوب التأديب..
(الذي يحبه الرب يؤدبه)..
لأن طرق الرب عجيبة وفريدة في التأديب والإصلاح...
فقد نقذ إلى حياة هذا الرجل...من الحجر!!!!
وكان الحجر المبارك درس العمر لهذا الرجل....
إذ تكشف أمامه في لحظات جوهره الغالي ومعدنه النفيس القيّم بالحقيقة....
صار الحجر أغلى ما في حياة هذا الرجل...لأنه أنقذ حياته من الموت..
أنقذ حياته الأغلى....
أنقذ أبديته....
وجعله يعاود النظر مجددا فيما يملك...
(أملك سيارات وعقارات ومال وفير وأطيان وبساتين ووووووووووووووووو....)....
,,,,,,,,,,,, ( باطل الأباطيل الكل باطل ولا منفعة تحت الشمس)........... ...
(أملك حياة أبدية في السماء وعشرة دائمة مع الرب وملائكته وقديسيه ..أملك ميراثا معد لي منذ تأسيس العالم...أملك مجدا وبهاء يحسدني عليه الشيطان منذ البدء..........أملك سلطان أبناء النور وأبناء الملك السماوي)ـــــــــــــــــــ نعم: هذا ما أريده...وهذا ما سأحميه ما حييت!!!!
من علمك هذا؟
من أخبرك هذا؟
من أراك هذا؟
إنه الحجر...هكذا يخبرنا الرجل!!!!
وهكذا...كما سابقا...
(الحجر الذي رزله البناؤون قد صار رأس الزاوية)....
الآن...
أصبح الأثر الذي صنعه الحجر في حياة هذا الرجل مدعاة فرح وسرور!!!!
أصبح الأثر الذي صنعه الحجر مدعاة فخر حقيقي!!!
لأنه يذكره بعودته إلى سجلات الأحياء السماويين...
يذكره بالرسالة التي إختصه الرب بها...وقدمها له...للنجاة والخلاص....
يذكره...بالصليب.....!
هكذا أحبنا...
هكذا أحبنا
هكذا أحبنا
....حتى لا يهلك كل من يؤمن به............ ......... .!!
يالها من سعادة!!!!
يالها من محبة!!!!!!
يالها من فرحة!!!!!!!!!!
كان الصليب حجرا....
حجرا كبيرا....
حجرا عظيما....أسقطه الرب على نفسه بنفسه... فداء للكل.. وحياة للكل.. وخلاصا للكل...
وأصبح اليوم هو فخرنا الحقيقي وسعادتنا الحقيقية!!
هذا الرجل أدرك حقيقة الحجر....
وتغيرت حياته نحو السماء...
وإتجهت شهوته نحو الملكوت...
وأنت....
ماهي نظرتك؟
وأين يتجه قلبك؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
++++++++++++ +++++++++ +++++++++
*****
الرب يسمح بأن نكون متجهين نحوه دائما بالقلب والروح ....
وأن يسمح لنا دوما بنعمة حضورها في حياتنا...
لإلهنا كل مجد وكرامة
امين